ووافادت وكالة مهر للانباء عن وكالة الصحافة الفرنسية ان القبو يقع في مكان سري تحت احد مدرجات استاد الشعب الدولي وقام المسؤولون بنقل هذه الادوات الى احد الغرف القريبة من مدرسة الفئات العمرية الكروية.
ويعمل المسؤولون العراقيون على الاستفادة من هذه الادوات لجمعها في معرض يعكس حقبة تاريخية سوداء تعرضت فيها حقوق الرياضيين العراقيين إلى التعسف بدلا من حمايتهم مثلما تقتضيه مفاهيم الميثاق الرياضي الأولمبي.
وقال مصدر في اللجنة الأولمبية العراقية ان بعض هذه المعدات التعذيبية وجد في مقر ما يسمى بفدائيي صدام الذي كان يبعد عن ملعب الشعب الدولي مسافة 400 م.
وأضاف ان اللجنة الاولمبية العراقية قررت تحويل الغرفة السرية التي عثر عليها في ملعب الشعب الى معرض صغير يؤرخ هذه الممارسات التعذيبية التي ارتكبتها اللجنة الأولمبية السابقة بحق الرياضيين العراقيين وافتضاح أمر تلك الأساليب القسرية.
وأشار المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه الى ان عدم فتح هذه الغرفة أمام وسائل الاعلام الآن يعود لانشغالنا بالتعامل لتطوير الملعب من جهة وتركيزنا على الاستعدادات المتعلقة بالمشاركة في الدورة الاولمبية في أثينا والدورة العربية العاشرة في الجزائر.
وعبر المصدر عن رغبته في نسيان الماضي على الرغم من بقاء شواهد تلك الحقبة السوداء في عهد اللجنة الأولمبية العراقية السابقة.
والادوات التي تم العثور عليها تضم قناعا حديديا أول ما يلفت الأنظار اليه منظره المرعب والمخيف ووزنه البالغ أربعة كيلوغرامات وهو مصنوع من الحديد من قطعة واحدة يبلغ طولها أربعين سنتيمترا فيها فتحتان صغيرتان بحجم العينين وفتحة أخرى على هيئة منقار طير مدببة يتنفس منها ضحايا هذا القناع الهواء بصعوبة مقصودة للتعذيب. وقد اعد هذا القناع بطريقة تربط فيها أيدي الضحايا.
ووجد قناع آخر يفوقه في الوزن (6 كلغ) وقد صنع لتعليق الضحايا من رؤوسهم بعد وضعها داخله واحكامها على الرقبة ومن ثم تعليقهم إلى المراوح السقفية او إلى مساند تعلق في السقوف وتركهم فترة من الزمن لتعذيبهم بواسطته.
وبالاضافة الى هذه الادوات تم العثور على الة اشدها قساوه وهي عبارة عن جهاز حديدي يستعمل لضغط الرؤوس بواسطة عتلة تشد شيئا فشيئا لينزل غطاء حديدي كابس بحجم الرأس يضع الضحايا تحت طائلة التعذيب وعرضت أيضا سلاسل تستخدم للضرب يبلغ طولها مترا مزودة نهاياتها بكرات صغيرة تحمل رؤوسا مدببة وحادة والى جانبها أدوات تستخدم للتعليق من الكتف.كما تم العثور على جهاز خاص بضغط الأصابع مصمم ليوضع فيه اصبعان من كل كف ثم تهوي على الأصابع كتلة حديدية ضخمة تؤدي الى تهشيم أصابع الضحايا وجهاز آخر مخصص للاعتداء الجنسي.
وفي غرفة أخرى من أقسام الملعب توجد حكاية أخرى عنوانها "التابوت الحديدي" الذي كان يوضع فيه من تتم معاقبته من قبل رئيس اللجنة الأولمبية السابق وهو عبارة عن صندوق حديدي على شكل دولاب وله بابان يوضع في داخله ويوصد بطريقة محكمة وفي داخله مسامير حديدية وطوله مترين فقط ويستعمل في تعذيب الضحايا بشكل عمودي.
وقال أحد العاملين في ملعب الشعب "إن شخصيات أخرى من غير الرياضيين تم تعذيبهم بواسطة هذه الأجهزة بالإضافة إلى المقربين في جهاز حماية عدي مضيفا ان هذه الأجهزة كانت تستخدم في أماكن بعيدة عن اللجنة الأولمبية لتعذيب الرياضيين وغيرهم باستثناء عقوبات محددة كانت تجري في مقر اللجنة السابقة ومنها عقوبات جلد الأقدام./انتهى/
وقال أن عمليات التعذيب كانت تجري عادة في منطقة الرضوانية القريبة من مطار بغداد الدولي (غرب بغداد) ومنطقة بسماية التي تقع على طريق بعقوبة القديم (50 كلم شمال شرق بغداد) التي تعد اكثر رعبا وهلعا بالنسبة للذين تتم معاقبتهم هناك مضيفا إن عددا كبيرا من الرياضيين العراقيين فضلوا مغادرة العراق في فرص سنحت لهم والقبول بعروض هزيلة للاحتراف في أندية خارجية خوفا من التعرض لأساليب البطش والتعذيب.
وأكد هذا المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه وسبق وعمل في اللجنة الأولمبية السابقة في فترات مختلفة لاكثر من خمسة وعشرين عاما "إن اللجنة الأولمبية كانت من الاهتمامات الثانوية بالنسبة لعدي وقد حول أروقتها وواجباتها إلى الاهتمامات التجارية الشخصية وقضايا الاستثمار الشخصي".
يشار الى ان اللجنة الأولمبية الدولية كانت قد جمدت عضوية العراق في السابع عشر من أيار/مايو 2003 بعد افتضاح أمر هذه السياسات المتبعة في عهد اللجنة الاولمبية العراقية السابقة وعملت مع المجلس الأولمبي الآسيوي ومجلس التضامن الأولمبي على إعادة هيكلية العمل الرياضي في العراق وبما يحمي حقوق الرياضيين العراقيين فتشكلت هيئة مؤقتة لأداره شؤون الرياضة في العراق حتى انبثاق اللجنة الأولمبية العراقية الجديدة التي حصلت على شرعيتها في الثامن والعشرين من شباط/فبراير الماضي برئاسة احمد عبد الغفور السامرائي./انتهى/
تعليقك